Thursday 29 January 2009

الذين خرجو من الدائرة


خرجت الفتاة من مكمنها بعد لأى..فمنذ أن توقفت طلقات النار و صيحات المستغيثين و هى تحاول أن تخرج الى العالم لترى الى أى حال وصل به الدمار .. خرجت فاذا هى فى فضاء شاسع..فزعت الفتاة..أى النازل و المحلات التى كانت تنتشر على جانبى الطريق


أين الأنوار التى كانت تغرق المدينة فى بحر من الفضة الذائبة


بل أين الناس هل صارو جميعا الى هلاك!!


فأين اذا أجسادهم!!!؟؟


انها لا ترى أمامها سوى الفضاء


الأرض و السماء و بعض السحب القاتمة


اهتز تفكير الفتاة.. هل أنا فى مكان غير المكان ؟..أو فى زمان غير الزمان؟


عندما دخلت المخبأ كان يحتشد أمامى ملايين من البشر.فأين ذهبوا؟




و بعد فترة اعتادت خلالها الفتاة مارأت راحت تفكر بشكل أخر.فنهضت من جلستها التى طالت و راحت تمشى على غير هدى و كأنها تأمل فى وجود أشخاص مثلها تسربو من دائرة الدمار فى مكان أو أخر


مشت الفتاة كثيرا حتى دميت قدماها دون أن تشعر..فتوقفت مرغمة و ارتمت على كومة من التراب باكية


هل تطاق الحياة هكذا !! هل وحدها فى كون واسع طويل عريض تستطيع أن تشعر بلذة العيش و ان حتى توفرت لديها كل الملذات؟


انها فى ذهول يكاد عقلها يطير و فجأة....و هى فى قمة ضياعها سمعت شيئا كدبيب الأقدام_فى هذا السكون الهائل يسهل سماع أى شىء,فطار قلبها فرحا و قفزت قفزة سريعة


لابد انه انسان مثلها استطاع أن ينجو بنفسه.. و تهللت فرحا و دققت النظر فى ذلك الشىء الأتى من بعيد و كانت تتضح معالمه كلما اقترب حتى تبينت حقيقته....انه كلب


كلب ينجو من معركة الموت و لا ينجو انسان!!انها تحتاج الأن الى انسان تحت أى ظروف و بأى مواصفات حتى تستطيع أن تشعر بالأمان و الحياة..تريد أن تتكلم .. تتشاجر..تشارك سواها فى ذلك الخطب الجليل


و على الرغم من ذلك فقد سعدت الفتاة بكلبها و سعد بها و ارتمى فى حضنها الدافىء محاولا الهروب من برد الشتاء


و بعد قليل بدد نور الصباح ذلك الظلام الحالك و نشرت الشمس أشعتها فى الكون فساد حول الفتاة احساس ببعض الطمأنينة.و قامت و كلبها و أخذا يمشيان على غير هدى


و رأت الفتاة ما أسعدها..فقد لاح لها من بعيد منزل شامخ من تلك المنازل الضخمة الفاخرة


و من الواضح أنه المنزل الوحيد الذى لا يزال صامدا حتى الأن


فسحبت الفتاة كلبها و ذهبت الى حيث يوجد المنزل و دفعت بابه ففتح


و دلفت الى الداخل كل شىء على ما يرام,كان من الواضح أن أهل المنزل تركوه فى حالة مفاجئة و لم يعودو لأنها وجدت مائدة طعام ممتدة أمامها و قد اصطف عليها مختلف ألوان الطعام و الشراب


فنزلت عليه الفتاة حتى أشبعت جوعها و أطفئت ظمأها و سحبت كلبها الى أحد الغرف و أطلت من نافذتها على الأرض الواسعة فرأت ماكان لا يخطر على عقلها...رأته.. انه الانسان الذى انتظرته طويلا,طويلا جدا..فالساعة فى مثل هذه الوحدة تكون أياما و اليوم شهورا . لقد ظهر أخيرا رجل من جنسها .. يفهم لغتها و له قلب كقلبها... و ارتجف بدنها خوفا و رجاءا .. و فكرت,لابد انه أيضا يحتاج الى .. لابد أنه أيضا سيسعد بى و يرتمى بين يدى و يطلب من حنانى و ينهل من عطفى و دفئى .. فلسوف أوريه مااستطعت من كل هذا .. لقد اكتشفت الفتاة أن العطاء هو قمة الاحساس بالسعادة

يكفى أنك تستطيع أن تعطى أى شيئا.. أى شىء,و لو كلمة طيبة... دخل الرجل الى المنزل و دخل الى الغرفة بالذات التى توجد بها الفتاة و كأن يدا خفية تجذبه اليها و كأنما كشف له عن مكانها احساسه المتعطش بها و حاجته اليها.. و تلاقت عيونهما فقالت له فى صمت كل القول و حكت له كل الحكايات و تمنت فى هذه اللحظة لو يضمها اليه فى حنان و يعيد اليها كيانها و احساسها بالحياة .. و حدثت الفتاة نفسها... لابد أنه يفكر مثلى لكنه يخاف ... يخاف رفضى له.. يخاف بعدى عنه .. أه لو علمت يا حبيبى ما أنت بالنسبة لى .. كانت عيناها تقول كل هذا فى صمت أبلغ من أى كلام و بينما هى فى نشوتها دلفت الى داخل الغرفة امرأة جميلة .. فمد الرجل يده اليها و قال فى تعجب و استغراب شديدين... "لعلها نجت مثلنا يا زوجتى العزيزة"!!!!؟
أنا عايزة أوضح ان السعادة ممكن حد يتعب أوى و هو بيدور عليها و يحس بوحدة قاسية و جامدة أوى .. بس لما يلاقى الانسان اللى ممكن يقف جنبه و يسعده.... يضيع منه ف غمضة عين...و يرجع للوحدة تانى

Monday 19 January 2009

قضية الاختلاط ما بين التشدد و التسيب


أرهقنى التفكير و استهلك منى الكثير من الوقت كى أصل الى نتيجة فى هذا الأمر الشائك,و لكن,دون أدنى فائدة

فقد أصبحت قضية الاختلاط و مدى شرعيتها تشكل بالنسبة الى أمر محير,بل أوشكت أن تصل معى الى عقدة نفسية

فوجهة نظرى تختلف عن وجهة نظر غيرى و وجهة نظر غيرى تختلف عن وجهة نظر غيره...و لا أعرف حتى الأن وجهة نظر الدين فى ذلك..أو بمعنى أدق أخاف أن أعرف..أو بمعنى أصح أعرفها و لا أقتنع بها أو نقول لا أريد أن أقتنع بها أو ربنا أريد و لا أستطيع...لا أعلم

أعلم أن أوامر الله و نواهيه لا يصلح أن نفكر فيها و يجب أنا ننفذها بدون أى تفكير لأن الله له حكمة فيها لا نعلمها

و لكن..فى هذا الأمر بالتحديد لا أعلم ما هو رأيى فى هذا الموضوع لكى أعلم أهو مخالف لرأى الدين أم مماثل له..نعم..اننى لا أعلم رأيى حتى الأن

فأنا أغيره_فى هذا الأمر_فى اليوم مرتين أو ثلاثة و أغير أسلوبى فى التعامل عدة مرات فى الأسبوع الواحد..هل أنا مجنونة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فى يوم ما .. أكون الفتاة التى لا تتحدث اطلاقا مع الجنس الأخر و أقصى علاقاتها به هى أن تسأل السائق عن الأجرة أو تسأل المعيد عن لون مادة كيميائية معينة

و يوم أخر أتغير..الى الفتاة التى تقول الى الفتاةالثانية التى تقول صباح الخير لزميلها فى الجامعة و تقف هى و أصدقائها مع أخا لصديقتها يتحدثون فى شتى أمور حياتى و التى تتصل بمدرسيها من المرحلة الثانوية و تطمئن عليهم و تسرد لهم أخبارها و التى عندما تقابل أبناء أعمامها و بنات أعمامها يمزحون جميعا و يضحكون و عند زيارتها لأحد الجمعيات الخيرية تتحدث مع من فيها من الجنس الأخر و تحكى و تتكلم _!!!و لا كأن فيه حاجة


أشعر أن شخصيتى تميل أكثر الى الفتاة الثانية ..التى تأخذ الحياة ببساطة و تتكلم مع من تشاء و تصمت مع من تشاء و لكن بالطبع بحدود..و و الله حدود صارمة ..فهى لا تسلم باليد على رجال و لا تخضع بالقول أبدا.....و يكون كلامها فى منتهى الاحترام

و لكن وجهة نظر الدين التى أستمع اليها ممن أثق تعترض على هذا فيجب أن يكون الاختلاط فى أضيق الحدود ..و من الخطأ أن أفعل كما فى الفتاة الثانية من تصرفات

الفتاة الثانية تتصرف بكل بساطة فتصطدم برأى الدين فتتكلف مرة أخرى لتكون الفتاة الأولى المتشددة

أريد أن أعرف حقا فقد تعبت و أوذيت و نقدت كثيرا من نفسى و غيرى بسبب هذه الازدواجية

هل الأمر أبسط من هذا؟أم هو خطير و معقد و شائك فعلا؟

هل يجب ألا أتكلم مع رجال الا المحارم؟

أم أن زميلى فى عملى أو دراستى له الحق فى أن أتكلم معه أو على الأقل ألقى عليه السلام؟

أريد أن أعرف..أريد أن أستقر..أريد أن أقرر القرار النهائى و أعلم ...من سأكون!!!؟؟؟؟